كيف أعرف أي شئ معرفة يقينية ؟

caravan.gif (1087 bytes)

.. تقديم

: كتب أحدهم يقول : كان هناك طالب جامعي فرنسي يدرس الكيمياء وكان قد أعياه التعب من ضغط دراسته لذلك قرر أن يقضى إجازة نهاية الأسبوع في مكان خلوي . و تصادف أن المدينة التي زارها هي التي كنت أقيم فيها ، و خلال ملابسات غير عادية التقينا و تعارفنا . و تقاسمنا أفكاراً عن الله وعن القيم الدينية .وبعد افتراقنا ، ورجوع كل منا إلى بلدته ، أرسل لي خطاباً ؛ أوضح لي فيه عن تشككه ، قائلاً

. "يجب أن اعترف بأنني قد صرت متشككا ، لا أقول كافرا أو ملحدا ، إذ أنه في هذه الأعوام أنا و الكثير من أصدقائي، ننظر إلى الكنيسة كأنها شيء قد كان في الماضي فهي لا تعطى أي حلول للمستقبل

فالقيم الأساسية للصواب و الخطأ قد تتغير كثيرا بتغير الزمن و الحضارة و الفلسفات و الديانات ، ولكننا لا نرى سوى الجمود والاغتراب في الكنيسة - كمكان يعلن عن فكر الله - عن واقعنا ، حتى أنه لا يمكن لأي إنسان أن يتكهن عما يعلنه الله المحب كنموذج أو معيار . ومع أننا نعيش فترة انتقال متميزة، إذ أن الحياة من حولنا تتغير تغييرا جذريا ، والشخص عندما يواجه المصاعب لا يعرف ما هي القيم الحقيقية ولا أين يقف . لهذا كله ؛ ألا ترى بأنه لمن المهم أن يكون لنا عقلا مفتوحا في هذا العالم المتغير …؟ "

. لقد عبر هذا الطالب الجامعي عن التغيير الأمين الواضح ، وعن الأسئلة و المشاكل التي يمكن أن نواجهها ، و ربما أنت و آخرين كثيرين نظيره اليوم ؛ قد بدأتم تشكون مثله . ولقد قامت هذه الدراسة أساسا على حقيقة انك جاد في رغبتك لأن تعرف ما تقوله المسيحية كإجابات على هذه الأسئلة و ما يماثلها من أسئلة

تخطيط الدرس :

طبيعة الحــــــق

مقياس الحــــــق

عوائق التفكير الواضح

أسباب الشـــك

تحــــــدى

أسئلة للتفكــــير

كيف تعرف الحق ؟ 1
أي نقاط ضعف يمكن أن تعوقك في اختبار الحق ؟ 2
ما هي الاعتبارات التي يمكن أن تُتخذ و تتوافق معك في سبيل وضع تفضيل دائم للحق ؟ 3
هل يمكنك أن تذكر بعض الأمور التي تراها في المسيحيين وتعتبر بالنسبة لك " عوائق للتفكير " في الحق المسيحي ؛ حتى أنك تقول مثل غاندي " لولا المسيحيين لصرت مسيحياً "؟ 4
أي سبب أو أسباب للشك هي التي تقلقك شخصيا أكثر من غيرها ؟ 5
هل أنت مستعد أن تتحرى بدقة و إخلاص ، وفي صدق ، استجابة المسيحية لأسئلة الحياة العظمى ؟ 6

دراســة المفــردات

مُطلق : خال من عدم الكمال ، كامل

تناقض : هو التضارب بين مبدأين ثابتين ، أو بين استدلالات صحيحة يمكن استنتاجها من

مبدأين كهذين المبدأين

علم البديهيات : دراسة طبيعية ، رموز و معايير القيم و قيمة الأحكام و خاصة في الأخلاقيات

التجريبي : الشخص الذي يؤمن بأن المعرفة كلها تعتمد على المدركات الحسية أو الاختبار أو

التجربة

نظرية المعرفة : فرع من الفلسفة يدرس طبيعة و إمكانية و حدود المعرفة ؛ كما يدرس أيضا صحة المعرفة

النسبية : النظرية القائلة بنسبية المعرفة للحدود الطبيعية للفعل و حالات المعرفة بأن الحقائق

الأخلاقية تعتمد على الأفراد و الجماعات التي تعتنقها

تطـــوير الــدرس

الكثير من الشباب اليوم يرفضون التسليم بمبدأ ( الصواب و الخطأ ) فالإنسان العصري يجب أن يفكر في أن كل شيء هو نسبى حتى المثل الأخلاقية ، و الحق هي أمور نسبية تؤثر فيها الظروف و الأحوال و الفرص و البعض يقولون أنها تتغير كذلك بحسب البيئة ، و العصر و العادات . لذلك فمثل هذا الشخص لا يقتنع بمبدأ المعرفة اليقينية – فهو يتردد في قبول أي قاعدة مطلقة في أي مجال في الحياة

إن اعتبار أمر معرفة الخطأ و الصواب يقودنا إلى مسالة القيم . و دراسة القيم في هذه الحالة تقودنا مباشرة إلى مشكلة المعرفة عينها ، و مشكلة المعرفة قديمة العهد ، وهى الموضوع الأساسي لهذا الدرس . لقد تصارع الفلاسفة مع هذه المشكلة منذ عصر الإغريق . و التعبير التقني الفلسفي لها هـو " نظرية المعرفة " .و هي الدراسة أو النظرية التي تبحث في طبيعة و أسس المعرفة

و نحن لا يمكننا اعتبار هذا الموضوع فلسفيا فقط بل يجب علينا أن ننتبه لما له من أهمية عملية كذلك ، فالحاجة ضرورية إلى اليقين و الاقتناع الثابت بما هو حقيقي خاصة في عصرنا الذي يغلب فيه الشك و التشاؤم . فهذه المسالة سواء لاحظها الشخص أو لا ، هي قلب الوجود البشري

ولهذا السبب نحن نبدأ دراستنا بمناقشة المعرفة و الحق

طبيعـــة الحــق

ربما يكون قد دار في ذهنك هذا السؤال :"هل الحق نسبى أم مطلق ؟"

قديما نادى بروثاغوراس (1) بان الحق ليس مطلقاً ، بل هو نسبى ، فقد كان يرى أنه مجرد عقيدة أو رأى ، فما هو حقيقي بالنسبة لك فهو حقيقي لك أنت ، و ما هو حقيقي لي فهو حقيقي لي أنا . واليوم نحن نرى كثيرين يصدقون هذا ، حتى أنني أذكر أستاذا في علم النفس قال ذات مرة أثناء الدرس :" يوجد شيء واحد مطلق و هو أنه لا يوجد شيء مطلق "

والفكرة هي ، حيث أن كل شخص يرى الأمور بطريقة تختلف عن الآخر- فالحق المطلق يكون مستحيلا. وهذه هي حالة "التجريبي" و هو الشخص الذي يقول بأن المعرفة في جملتها تعتمد على الإدراك الحسي . و هذا يقود إلى الاعتقاد بأن " الإنسان هو مقياس كل الأشياء و حيث أن الأشياء تتحرك وتتغير – فالإنسان هـو الذي يخلق حقيقته الخاصــة و بالتالي حقـه الخاص . و يصدق التجريبي في بعض الطرق فمثلا ، نحن نختبر بيئته بطرق مختلفة . فالشخص الأعمى له اختبارات كثيرة غير معلومة لدى الشخص البصير . فأنا مصاب بعض الشيء بعمى الألوان و حتى هذا يغير إحساسي بدرجة ما . ومن هنا نرى تطرف التجريبي - لسوء الحظ - فلكون بعض الأشياء نسبية اعتبر أن كل الأشياء نسبية و هذا تعميم غير مضمون و عند تطبيق الناحية التجريبية تطبيقا شاملا نجد أن هذا يقود إلى النسبية ( التي تعنى أن كل شيء نسبى ) و تنتهي إلى الشكوك ( لا يمكن معرفة شيء معرفة يقينية) ولكي يقال أن أراء جميع الناس سليمة وصحيحة فهذا يعني بأن أراء الشخص المعارض صحيحة أيضا و لكي تجعل الحق نسبياً بالنسبة للثقافة و الظروف أو الأزمنة فهذا يقود إلى الارتباك والفوضى ثم إلى الشك ، ثم أخيرا إلى اليأس . والتعليم المسيحي يرفض فكرة أن الحق نسبى ، ذلك لأن الرب يسوع قد أعلن قائلا : " تعرفون الحق والحق يحرركم ( يوحنا 8 : 23 ) ثم أنه قدم النداء الخطير "أنا هو الطريق و الحق و الحياة "( يوحنا 14 : 6 ) . فكر في تطبيق هذين المبدأين الأكيدين ، متذكراً قول الرب يسوع بأن الانتساب هو إلى الحق نفسه – الحق المطلق

ولكن رب سائل يسأل :إلى أي درجة هو مطلق ؟

يجب أولاً أن نتذكر ، أن إنكار الحق المطلق يحمل في معناه التناقض الذاتي . فلكي تقول بأن الحق المطلق هو حق نسبى ؛ فإن هذا يجعلنا غير منطقيين ، و في حالة تناقض مع ذواتنا ! تذكر عبارة الأستاذ " يوجد شيء واحد مطلق و هو أنه لا يوجد شيء واحد مطلق " . إن الحق المطلق هو المستوى الذي به يُحكم على كل شيء حتى الآراء المخالفة ، وعليه فلا يمكن أن يكون هناك رأيا صادرا ثابتا دون حق مطلق به يحكم عليه . و حيث أنه يوجد حق مطلق ؛ فهذا يستتبع بأن ليس كل الأشياء أو الأفكار صحيحة ، فالحق يقضى وجود الخطأ ولذا يرى من الضروري وجود بعض المعايير لفصل الحق عن الخطأ . وقبل أن نتحدث عن هذه المعايير يجب أولاً أن يكون لدينا تعريفا واقعيا للحق

تعريف الحق :

يقول الأستاذ كارتيل الحقيقي هو صفة لقضية ما – يبلغ عند متابعتها بالشهادة الكاملة للحقائق في اختباراتنا ، مثلا إلى توقعنا . لهذا فالحق يتفق مع الحالة الفعلية و الواقعية . إنه الشيء الذي يطابق حقيقة أساسية ، فمثلاً ؛ أن قيل لك بان الأستاذ يوسف يحاضر في جامعة دمشق و تذهب إلى هناك و تكتشف بأن هذه حقيقة واقعية فهذه العبارة صحيحة . فالحق إذا في حدوده البسيطة هو الحكم على الأشياء كما هي في حقيقتها وواقعيتها ، ولكي نكون أكثر تحديدا ينبغي أن نمضي خطوة أبعد ، وهي أن الحق هو التوافق و الانسجام الكامل مع فكر الله الذي هو الحق ، لأنه هو المبدع لجميع الحقائق ، و لا توجد حقيقة بعيدة عن طبيعته السرمدية . يقول دكتور كارتيل : أن هذا الفكر هو الأصل الذي على أساسه شكل الكـون العارض

... إن فكر الله يعرف الحقيقة كاملة ، لذلك " فالحق تابع لملكة "التمييز" التي تتفق مع فكر الله " ، أما إن كنا لا نتفق مع تفسير الله للحقيقة فنحن على خطأ لأن الله هو "الحق المطلق" الذي لا يمكن أن يخطئ أو يكذب . و هكذا يأتي التصريح الإلهي عن هذا الأمر في العهد القديم : " ليس الله إنسانا فيكذب و لا ابن إنسان فيندم ، هل يقول و لا يفعل أو يتكلم ولا يفي؟ " (عدد 23 : 19 ). الحق ليس شيئا فوق الله بل ما يتفق مع الله ، وعليه فمن وجهة النظر المسيحية يرى الحق على أنه ما يتفق مع فكر الله

: معيار اختبار الحق

إن كان الحق هو ما يتفق و فكر الله ، فما هي المعايير التي تجعل أحكامنا تتفق مع فكر الله ؟ يسجل دكتور كارتيل عدة معايير يقبلها أصحاب التفكير السليم كدليل للحكم على صدق قول معين

: الغـــريــزة

! إن الغريزة تستطيع أن تعيننا على المستوى الأدنى للحكم ، ولقد دافع سيجموند فرويد ( 1856 – 1939 ) ، وهو مؤسس مدرسة التحليل النفسي ،عن صدق هذا المعيار .حتى أنه ذهب بعيدا إلى الظن بأن أي شيء فطرى غريزي لابد أن يكون صحيحاً ، والصحيح أن الغريزة تمنح قوة حافزة ، لكنها لا تعطى إلا القليل القليل في سبيل الإرشاد ، فمثلاً :حينما أكون في الصحراء قد أحس بالحاجة لأشرب أي ماء قد أجده – و عليه فالغريزة تدفعني لإدراك حالة العطش الحقيقية لدى ، و لكنها لن تكون معيناً في تحديد كون الماء صالح للشرب أم لا

لذلك ؛ ومع أن الغريزة تحثك على طلب الحق ، إلا أنها لا تعينك على التمييز بين الحق و الخداع . وأكثر من هذا ، فإن الغرائز غالباً ما تكون مشروطة بالبيئة

لذا يصير من المستحيل التفريق بين ما هو غريزي و بين ما هو مكتسب من البيئة ! لذلك ، فان كانت الغريزة تفترض الحقيقة إلا أنها لا يمكن أن تقيمها بنفسها

والآن ، هل ترى بأن غريزتك من الممكن أن تقودك إلى معرفة الحق المطلق ، أم ترى أنها أحد المعوقات لك في سبيل معرفة الحق المطلق " الله " ؟

: العـــادات

والعادات أيضاً قد تحوي بعضاً من القيم، وذلك لأن العادات أساسا قد بنيت على الحق . فالعادات هي الأساليب التي تعلمناها و ألفناها – و بذلك ثبتت قاعدتها في تصرفاتنا . فمثلاً : في معظم المجتمعات يبدى الشباب عادة الاحترام نحو الوالدين و الشيوخ .ومع ذلك فقد يكون من الممكن أن تكون العادات صواباً أو خطأ ، صالحة أو طالحة، وقد تتفق مع فكر الله أو لا تتفق معه ، فمثلاً : العادة التي بموجبها تلقى الزوجة بنفسها في النار محتضنة جسد زوجها المتوفى ، لا يمكن أن تنال القبول بوجه عام في كل المجتمعات على أنها عادة صالحة خيرة . فكل حضارة بها عادات صالحة وأخرى شريرة . فالعادات في أماكن مختلفة وأزمنة مختلفة ، وأزمنة متباينة ، قد تتصارع فعلاً مع بعضها بعضاً لذا فالعادات وحدها لا يمكن أن تكون معياراً يعتمد عليه لاختبار الحق .ولكن الكثيرين منا يعتمدون على ما اعتادوا عليه كمعيار أساسي لاختيار الحق ، ويحضرنا هنا قول القرآن في الكافرين الذين " ألفوا أبآءهم ضالين " ( الصافات 37 : 69 – 71 ) ، والذي منه أيضاً نفهم رفضه للعادة كمعيار لاختبار الحق .ولكننا نرى معظم المسلمين يعتمدون العادة مقتدين بالأباء دلالة على صدق الإيمان ، وهو ما يقودهم بالتبعية إلى التقليد

التقاليــــد:

التقاليد هي ببساطة ، ما قد تحولت إلى عادات متمكنة و موغلة في بيئة معينة – وصار القول العام عن التقاليد هو : "لا يمكن أن يكون عدد كبير من الناس على خطأ لزمن طويل كهذا ". و بعض الديانات والتي لها جذور موغلة في الماضي مملوءة بالتقاليد و ربما تلجأ إليها بأدلة على أنها الحق ، وذلك للصمود أمام الاختبار العلمي . و كما في حالة العادة نرى التقاليد غالباً مساعدة فإن كانت أصلاً و قد بنيت على أساس الحق فهي تعطينا جذوراً في الماضي يمكن أن يكون لها تأثيراً عظيماً ، هذه التقاليد يمكن أن تخدم كمذكرة للأمور التي يمكن أن تكون هامة

غير أن التقاليد أيضاً لها ضعفاتها – إذ أن قيمتها تعتمد على مصادرها ، و لكن حتى لو كانت مصادرها جيدة يوجد خطر الفساد الذي يحل بسبب طول الزمن ، فالتقليد المؤسس على الحق و المنقول إلينا نقياً هو مفيد وصالح

!. أما إن كانت مصادره كاذبة وغير موثوق فيها ، أو أن الزمن قد أفسده ، حينئذ يمكن أن يكون التقليد رديئا و ربما خطيراً ، وهو ما يولد أخيراً صراعاً بين التقاليد بعضها والبعض . فالحق هو أصل التقاليد ، ولا يمكن أن تنشئ التقاليد حقاً ..

هل تعتمد التقليد معياراً لمعرفة الحق ؟

هل لك الجراءة في التنقيب في مصادر التقليد الذي نميت فيه ؟

! إن كان لا ، فكيف يتأتى لك معرفة الحق المطلق .؟

: الاتفــاق العــام ( الإجماع )

و هذا يعنى بأن ما يؤمن به كل من حولي ، بمن فيهم أنا ، ليس بالضرورة أن يكون صحيحاً ، فمثلاً : كثير من الناس ولوقت ليس ببعيد كانوا يظنون بأن الشمس تشرق صباحاً و تغييب مساءاً ، و كانوا يتكلمون هكذا لأن هذا ما كانوا يرونه من وجهة نظرهم ، ولكن الآن ، كل تلميذ و لو كان طفلاً يعرف الآن بان هذا ناشئ عن دوران الأرض . من الجميل بأن تؤمن بما يؤمن به أجدادك ، إن كانوا آمنوا به حقاً !. لذا يصير من الضروري أن تختبر ما آمنوا به أهو حقيقي أم لا ، قال شيوعي لمسيحي و قد كانا معا زميلين في غرفة النوم في أثناء الدراسة :" لقد تعلمنا دائما بأنه لا يوجد إله ، ولكن ماذا لو وجد إله ؟"

لهذا قد يكون الافتراض أو الرأي حقيقياً و صحيحاً – يستحق الإيمان العام ، لكن هذا لا يستتبع بأن ما آمن به الجميع هو صحيح ، هذا الاختبار للحق يثبت أنه ليس كافياً وحده

والقرآن نفسه يشهد في كتابه ، وفي أكثر من موقع ؛ مثل " وإن قطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ، إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون " ( الأنعام 6 : 116 )

: المشاعر

كلنا يعلم ماذا يعنى بإتباع المشاعر، العواطف ، أو حتى الاقتناع . إذ يمكنك أن تقول إنها عامة وتستخدم بشكل عام لتحديد معتقدات و أفعال ، ويعتمد الكثيرون منا في اتخاذ قراراتهم على المشاعر اكثر مما يظنون أو يعتقدون ، وهذه بجملتها ليست برديئة ، إذ أن العواطف هي الجانب المكمل للإنسان .إذ أن معظم الناس يعتمدون على ما يشعرون به من جهة شيء ما على أنه أمر هام . و مع أن المشاعر تهبنا مؤثرات لما هو حقيقي فإنها ليست بالحقيقة محل اختبار للحق ، فهي مبهمة غامضة ،ولا تفصح لنا عن أسبابها ، فهي غالباً غير ثابتة إذ هي دائماً متغيرة ، فهي تتأثر بالإعياء البدني والمرض ، أو باختلال في الوظائف البدنية الأخرى ، لذا يجب أن يكون للحق شيئا أكثر موضوعية من المشاعر لتحديد حقيقته

: الإدراك الحسي

قد تبدو الانطباعات التي نتقبلها عن طريق الحواس الخمس :" البصر" – "اللمس" – "السمع" – "الذوق" - "الشم" ، على أنها المعيار الحقيقي للحق . وهى بالفعل معين لمعرفة الحق

غير أنها محدودة إذ أن حواسنا من الممكن أن تخدع . فمثلاً : قد يتراءى لنا وكأن خطى السكة الحديد يلتصقان على مسافة بعيدة ، ويتراءى لنا عند تغطيس منتصف مجداف المركب في الماء وكأنه منحنى ، ولا شك أن أغلبنا عاين سرابا في يوم مترب

إلى جانب أننا نقبل أشياء كثيرة ، يمكن اختبارها بحواسنا كمعرفة ثابتة مثل المعلومات التاريخية والجغرافية . فمعظمنا لم يختبر الحروب ( العالمية الأولى أو الثانية ) ولذا يجب أن نعتمد على السجلات المكتوبة في سبيل أية معرفة حقيقية عنها . ويجب أن نركن إلى الخرائط لتعطينا صورة واقعية وحقيقية عن دولة نذهب إليها بأنفسنا ، لذا فإنه لا يمكننا الاعتماد كلية على الإدراك الحسي وحده في سبيل معرفة الحق

التطابـق :

التطابق يعنى أن فكرة ما، يمكن اعتبارها صحيحه إن اتفقت مع الواقع – فمثلاً : فكرة " الشجرة " تصبح حقيقة عندما تقابل أو ترى شجرة في الواقع الطبيعي. والواقع توجد قيمة عظيمة للتطابق وخاصة في تطابق الحقائق . فمثلاً : يكتشف أثري من القرن الماضي شيئا يعطى معلومات أكثر عن الكتاب المقدس ، كالأماكن الجغرافية وشخصيات الأفراد والحوادث والبيئة ، وحقائق أخرى كثيرة قد أثبتت إيجابيتها ، لتطابقها بين الاكتشافات الأثرية وبين سجلات الكتاب المقدس

وهكذا يمكن أن يستخدم التطابق كتعريف جيد للحق . لكنه غير كافٍ ، ذلك لأن تطابقاً كهذا ينبغي أن يكون له أسس . ومشكلة أخرى هي كيف يمكن استخدام هذا الاختبار لقياس قيمة وحقيقة أشياء كالحب والسعادة والجمال والفرح ؟

: المذهب العملي

المذهب العملي يعرف الحق بأنه الشيء الذي يمكن تطبيقه عملياً ، وهذا التعريف قد يبدو أنه بسيط جداً ومباشر في إيجاد الحق ، وهو طريقة قد تستخدمها كل يوم على المستوى العملي . فلو أن الطباخة اتبعت التعليمات بدقة حينئذ تحصل على النتائج المتوقعة . لكنها إن استخدمت بدائل أو أخطأت في قراءة التعليمات فهي ،حتماً لن تحقق نجاحاً ، والأصل لا يمكن أن يكون ملازماً للفشل

لذلك هناك محاذير للاقتراب من هذا المعيار ، لأننا لا نتوقع حقا مطلقا بسبب توابع فقيرة أو نتائج سيئة – لكن أحيانا تبدو الأشياء التي نعملها ليست في موضع اهتمامنا الفعلي – فرؤيانا المحدودة عن المستقبل تؤثر بالتبعية العملية على اختبارنا للحق ، فمن الممكن للأشياء أن تعمل مؤقتا - وحسب الظاهر أنها تنتج نتائج مقبولة – غير أنها تقوم على أسس غير سليمة . فمثلاً رجل في مشكله مالية قد يعمل على حل مشاكله بسرقة المال من جهة العمل التي يعمل بها . فحله لمشكلته المالية قد يبدو أنه يعمل لوقت ما ، و لكنه في النهاية سيثبت انه غير مرضى بل و مكلف أيضاً ، وذلك لأنه عمل قام على أساس غير سليم

إن ثبات الحق لا يمكن أن يستقر على الناحية العملية وحدها بحسب وجهة نظر المذهب العملي . فالمذهب العملي يمكن أن يقود للشك ثم لليأس أيضاً ، ذلك لأن الذي يعمل – أو كما يقولون أنه حقيقي – لشخص ما قد لا يعمل – أو لا يكون حقيقياً – لشخص آخر – و لان المسيحية حقيقية فهي تعمل و لكننا لا نؤسس حقيقيتها على عملها

الثبـــات على مبدأ منتظـم :

هذا قد يمدنا بأعظم جانب لاختبار الحق ، إذ أنه يشتمل على جانبين ، الثبات على المبدأ ، والترابط المنطقي ، فالثبات على المبدأ يعنى أن كل فكرة حقيقية ستكون على توافق مع كل ما يعرفه من أشياء أخرى ، فالكل يجب أن يكون على انسجام مع بعضه البعض ، و يوجد من يعلم خطأ بأنه في المسيحية تناقضات ظاهرية عظمى ، لكن شيئا كهذا يمكن التغاضي عنه وذلك لأنه سيكون هناك حل نهائي لما قد يبدو انه تناقض في فكر الله

فالمطابقة ليست كافية رغم أنها تظهر عدم وجود أخطاء فنحن يجب أن نعرف كيف ، و أين ، و لماذا يبقى الحق متلازماً معاً .والترابط المنطقي يعني كيف أن الحق يتماسك معاً ، إنها النظرة الإجمالية لكل الحقائق - تماسك الأفكار و صلتها المتناسبة مع أحدها الآخر ، و تكون أساسا ثابتا لتحديد الحق

فالثبات على مبدأ منتظم إذاً هــو الذي يتطابق مع نفسه منطقياً ( أي غير متناقض ) ، وبمعنى آخر هو ما يتناسب مع عالم الحقيقة و الاختبار . بمعنى أن هذه تتطابق مع الحق كما هو في فكر الله ، حيث أن الله هو الذات الثابتة بالطبيعة و هو مصدر كل الحقائق

nowning truth1.gif (7513 bytes)

الرسم عاليه يستخدم في تمثيل فكرة أن الحق هو في وجود تلازم تام بين الحقيقة و الاختبار كما يوجد ثبات على المبدأ بين فكر الإنسان المنطقي وبين فكر الله أو الحق المطلق

إنه من المفيد أن تعيد التفكير في هذه الاختبارات التسعة للحق التي ناقشناها هنا . وهل يمكن أن ترى بأن الثبات على المبدأ المنتظم هو الذي يغلب عليها جميعاً ؟ وليس من بين الثمانية الأولى – ما تكفى بذاتها لثبات الحق لكن ما يصدق في أغلب الأحيان يستنبط بما هو إيجابي في كل منها و بذلك يكون الانطباع العام إيجابيا

عوائق التفكير الواضح :

كل منا ، عندما يواجه بأفكار جديدة يرغب في أن يتأكد بأنه يفكر تفكيراً واضحاً في الموضوع الذي أمامنا – فإن كان ما يعرض علينا هو مجرد دعاية يجب أن نتحفظ منها . وإذا طلب منا فحص الحق و كانت في طريقنا آراء متميزة مسبقة فنحن نحتاج إلى أن نتداركها حتى ما نتغلب عليها. و لاحظ هذه العوائق الشائعة للتفكير الصحيح في سبيل التفكير السليم كما يضعها دكتور تيطس ( ليكن بتفكيرك ) عن المسيحية أمينا و منطقيا بقدر الإمكان

التحيــز

التحيز هو محاباة عقلية أو حكم قبل الدراسة الكاملة للقضية التي يمكن أن تقـود إلى تجاهـل أو إلى تحقير الدليل الصحيح .وتوجد أفكار متحيزة كثيرة في العالم اليوم وهذه تصعب الأمر ، بل تجعله مستحيلا في سبيل الوصول إلى نتائج سليمة ثابتة ، والتحيز يواجه عاطفياً أكثر منه واقعياً

الدعايــة

أن التعبير دعاية كما هو مستخدم بوجه عام ، يعنى معلومات تستخدم بطرقة اختيارية أو مشوهه من اجل مصلحة أو ضرر أمر معين . وبهذا المعنى فهي مناورة بشرية – وأنها لآلة قوية تستخدم بواسطة البعض في المحاولة للتحكم في تفكير الغير

و القائمون على الدعاية يلعبون بالعواطف مستخدمين لغة مشحونة ومبالغ فيها لكي يحصلوا على استجابة محددة ، والدعاية ليست وسيلة المسيحيين الكتابية وهى ليست غرض أو وسيلة دراستنا

نظرية السلطان

وهى الاعتقاد بأن المعرفة أكيدة مضمونة ( ثابتة ) بسيادة أو سلطان ومن المفروض أنها تقبل " بإيمان أعمى " دون اعتبار للطريقة التي تعمل بها ، أو لا تعمل بانسجام مع الحقيقة والاختبار

وقد يلام المؤمنون أحيانا على هذا الأمر ، أعني القول بالسلطان لأنهم قبلوا الكتاب المقدس كسلطة نهائية ، و لكن المؤمنون أنفسهم لا يقبلون هذا الأمر لأنهم مقتنعون بأن الكتاب المقدس يقدم دليل الحق المنسجم مع الاختبار . ( و سنناقش هذا في الدرس الرابع )

المغالطات في المنطق

: المبادئ المنطقية المغلوطة يمكن إيجازها في ثلاثة مجموعات وهي

المصطلحات الفنية - المقدمات - التعميم

: مغالطات تعبيرية 1

وهي الأغلاط دون عناية أو تدقيق في استخدام الكلمات الاستخدام الصحيح . فمن الممكن - في بعض الأحيان و في أثناء مناقشة ما - أن تغير معنى كلمة ، فمثلا كلمة قانون يمكن أن يعنى بها القانون الطبيعي أو القانون التشريعي أو القانون الأدبي . لذلك يجب أن تكون هناك عناية في الاستخدام فلا تستخدم نفس الكلمة ( قانون ) بينما تقوم أنت بتغيير معناها

: مغالطات شكلية ( المغالطات المنطقية ) 2

وهي تظهر في الاستخدام الخطأ للخطوات المنطقية و هي تقودنا لرسم نهايات غير صادقة من قضايانا الأساسية القياسية ، والقضية الآتية مثالًا لذلك :

الأولاد يرتدون بنطلونات ، الشخص ( أ ) يرتدى بنطلونا ، لذلك فالشخص ( أ ) ولدا . ففي المقدمة المنطقية الأولى لم نقرر بأن الأولاد وحدهم الذين يرتدون البنطلونات لذلك فالنتيجة التي وصلنا إليها قد بنيت على مقدمة مغلوطة

: المغالطات التجريبية ( العامة المنطقية ) 3

وهي تنشا بسبب التعميم المتسرع فمثلاً : الحدث ( ب ) يتبع الحدث ( أ ) فنحن قد نظن خطأ بأننا يجب أن نعمم بأنه توجد نتيجة سببية مباشرة مفادها أن : ( أ ) علة ( ب ) فمثلاً قد لا أكل شيئا في وجبة العشاء و أذهب إلى السرير و أستيقظ في الصباح التالي و أنا أقاسي من صداع شديد و الآن لكن نعمم بأن عدم أكل العشاء يسبب الصداع و هذا غير صحيح ، لذلك ولكي نتجنب المغالطات المنطقية يجب أن نتجنب المغالطات التجريبية اللفظية و المقدمات المنطقية و نتجنب أيضا التعميم بمعناه الواسع

أسباب الشـك :

: أن المتشككين الأمناء هم أولئك الذين يجدون صعوبة عقلية في فهم شيء ، و هم مستعدون لمعالجة هذه الصعوبة . و بالنسبة للشك في الحقائق المسيحية توجد أربعة أسباب رئيسية تتعلق بحقيقة إثباتها – فإن كان هذا الوصف ينطبق عليك فهل أطلب منك أن تكون أمينا مع نفسك وذلك بأن تتعرف عليها و تحاول أن تتغلب على السبب أو الأسباب – والآن ، هذه هي الأسباب

: عدم الثبات على المبدأ بين المسيحيين

رغم إن هذا محزن إلا أنه حقيقي ، و هو أن بعض المعترفين بأنهم مسيحيون هم نماذج سيئة عن ماهية المسيحية ولست أقول هذا عن المسيحيين بالمولد ، بل أن هذا ينطبق على المسيحيين بالإرادة ( المتنصرين أمثالنا)

إذ انه من المعقول لغير المسيحيين ( غير المؤمنين ) أن يتوقعوا من المؤمنين مستوى أخلاقيا مثالياً ، بل يصل الأمر عند البعض بخلع رداء العصمة على المؤمنين ، حتى أنهم يطالبونهم بممارسة ثابتة لإيمانهم . ومن الغريب أننا لا نجد هذا المبدأ في الكتاب المقدس ، إذ هو الوحيد الذي قرأته لكشف لي عن حياة بعض المؤمنين قاصاً لنا ضعفاتهم ، ونقاط قوتهم. فهل يمكنني أن أطلب منك بألا تحكم على المسيحية على هذا الأساس ، إذ بالأحرى بك أن تعتبر المسيحية على أساس مبادئها . ضع جهد القلب و العقل في هذه المهمة و هي مهمة الذهاب المباشر إلى كتاب المسيحية – الكتاب المقدس نفسه – وقدم نفسك له و لهذه الدروس

: نقص المعلومــات

ربما تكون أنت الآن في حالة شك عقلي و تريد أن تبحث عن الحق المتعلق بالمسيحية ، ولكن بسبب الدعاية المناهضة للمسيحية كحق إلهي تجعل من نقص معلوماتك عنها عائقاً قوياً ، وأذكر هنا مثالاً : قابلت شخصاً بسيطاً جداً قال لي دون أن يدري بحقيقة إيماني بأن لدى المسيحيين بكنائسهم أسود مفترسة لالتهام من يرفض الإيمان بديانتهم( قال ذلك نقلاً عن شيخ مسجده ) ، وكان يقول ذلك معللاً عدم رغبته في زيارة أي كنيسة ، وهذا المثال يكشف لنا عن نقص معلوماته .والطريقة الوحيدة التي أمامك هي أن تدرس الكتاب المقدس بنفسك و أن تبحث وبإخلاص عما يؤمن به المؤمنون – لكي تكون صادقاً عقلياً لا يجب أن ترفض المسيحية حتى تبذل بحق جهداً لتتعرف بقدر الإمكان عنها ، ومن مصادر صحيحة وسليمة

: المقـاومــة الأخلاقـية

.. ينبغي أن أذكر هذا مشفقاً ، لكنى أذكره على أي حال و هو أن كثيرا من الناس لا يقبلون المسيحية لأنهم يعرفون شيئا عنها ، فمستوياتها الأخلاقية والأدبية السامية التي يسمعون عنها تجعلهم يقبلونها . إذ هم في الواقع يحترمونها إلا أنهم في ذات الوقت لا يرغبون في أن يكيفوا حياتهم على نمطها

وعند هذه النقطة يجب أن تفحص دوافعك وشكوكك ، فقد تجد أنك لا تريد أن يكون المسيح هو ابن الله والكتاب المقدس هو كلمة الله لأن هذا قد يتعارض مع طريقة حياتك الحالية ، وهذا السبب شائع ولأجله لا يقبل الناس إلى المسيحية. والبعض من الذين بدءوا البحث بجدية ، حتى أنهم عندما يصلون إلى نقطة الإيمان فعندها بدلاً من أن يقبلوا فإذ بهم يرفضوها ، لماذا ؟

لأنهم يخشون ما يستتبع ذلك ،أو انهم يشعرون بأنه يعوزهم القوه الداخلية لان يحيوا كما ينبغي للمؤمنين

: عدم الحساسية الروحية

هذا هو السبب المباشر للشك، فالرسول بولس أعظم اللاهوتيين وقد كان من أذكى المفكرين قال : " الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يحكم فيه روحيا " ( 1كورنثوس 2 : 14 )

. فعند هذه النقطة يجب أن أذكر بمحدودية هذه الدروس فأفضل ما أشير إليه من حقائق أو معلومات هي بدائل للشك فليس بإمكان أحد أن يثبت لك يقينه . وما الطريق إلى الحياة المسيحية إلا روح الله ، فإن كنت مفتوح العقل ومستعداً لأن تقبل الحق فروحه القدوس سيعطيك تأكيدا وضمانا للحقائق الروحية و الاختبارية

: تحــدى

. ليس هناك إلا فائدة يسيره في هذا الدرس ما لم تكن مصراً على الاستمرار حتى النهاية فإذا لم يكن هناك إله فمن الأفضل أن تكتشف ذلك سريعاً ، وإن كان الإيمان بالله ليس صحيحاً كان ذلك شراً ينبغي محوه مرة وإلى الأبد ، لكن من الناحية الأخرى إن كان هناك إله وتكون معرفة وفهم فكر الله وأعماله هي أهم شئ في وجودها

وان كان يسوع ببساطه هو مجرد معلم أخلاقي آخر ، عندئذ لما كل هذه الإثارة ؟

وإن كان الكتاب المقدس ليس إلا مجرد واحد من الكتب المقدسة الكثيرة التي كتبها الإنسان في بحثه

الأعمى عن الله حينئذ لماذا تزعج نفسك بقراءته وتسعى لفهمه ؟

وإن كانت الصلاة هي مجرد حديث الإنسان لنفسه ، يجب تركها إذاً والتخلص منها على الفور ‍

ماذا أحاول أن أقول ؟

. ما أحاول أن أقوله ،هو ببساطه، يجب أن تأخذ الوقت الكافي ، والطاقة الممكنة لضبط النفس اللازم ، وأن تعتبر بجدية رسالة المسيحية ومعناها

فهل لي بأن أقترح الآتي :-

. - اكمل هذه الدروس الخمسة الأساسية في هذا الموضوع -1
. - اقتنى كتابا مقدسا وأنظر الآيات والشواهد المستخدمة في الدروس وعلى وجه الخصوص في قسم الدراسة الشخصية في نهاية كل درس ، هناك سيطلب إليك أن تقرأ فقرات معينه من الكتاب المقدس وتعطى عليها تعليقا -2
- اتخذ من طريقة التجربة سبيلاً لك بقدر ما يكون لك من وقت ووعى ، اقرأ في أناجيل ( متى ، مرقس ، لوقا ، ويوحنا ) واقرأ مواضع كتابيه قصيرة متوالية – وضع علامات معينه مع أسئلتك وانطباعاتك على هامش كتابك المقدس -3

إني أدرك بأن هذا هو المطلب ضروري وملح ، غير أني أدرك أيضا انه من الممكن أن يغير حياتك إلى الأفضل ولعلى أشجعك بألا تبدأ بأحكام مسبقة على الذين اتبعوا يسوع المسيح ، وجذبوا إليه قبل أن يصلوا إلى إجابة لكل تساؤلاتهم ، إنهم وقبل أن تستقر شكوكهم، فنفس الشيء يمكن أن يحدث لك كما حدث لهم بالتمام .فلا تهزأ بهم ولا تستهين باختباراتهم

مراجعة شخصية

: - ما هو الحق ؟ سأل بيلاطس البنطي عندما واجه يسوع المسيح – (يوحنا 18 : 38 ) أي من هذه العبارات يمكن أن تعبر عن وجهة النظر المسيحية ، ارسم دائرة حول الحرف الصحيح من هذه العبارات -1

أ - الحق يتفق مع الواقع

ب – الحق لا يمكن أن يعرف معرفة أكيدة

جـ – الجوهر نسبى فقط

د - الحق يتفق مع فكر الله

هـ – الحق هو اسم آخر من أسماء الله

و – الحق هو قيمة مطلقة تفوق الله

. فكرة للتأمل : هل يمكن أن نعرف ما تعنى بالحق ؟ هل هذا التعريف يتغير بحسب ما تتحدث عنه - عمليا فنيا أو أدبيا ؟

. – ضع علامة أمام نقاط وأسباب الضعف لمعايير الحق كما هي مدونة أدناه كاتبا الأرقام المتصلة بالضعف والقوة مكان النقط –2

. أ –......+..... الغريزة 1 - وهمي بزيادة ، يتأثر بالعوامل

. ب -.... +...... التقليد 2 - ينتج قوة دافعة

. ج -.... + ... المشاعر 3 – يرى بأنه تأثير ثابت

د - ....+ .... الإدراك الحسي 4 – يفترض أن كل ما يعمل صالح للجميع دائما

هـ - ...... +........ المبدأ التجريبي

5 – يظهر تطابقا بين الحق والنتائج
6 - الجانب المتكامل من صنع البشر
7 - يعطى شيئا غير كامل وأحيانا غير صحيح
8 - يعتمد كلية على عوامل النقل الصحيحة للمصدر ذات

. القيمة السليمة

. 9 - قادر على أن يتبدل بتبدل الحالة
. 10 - مصدر للحق المختبر شخصيا

. فكرة للتأمل : أي معيار للحق تستخدمه عادة في الأمور التي تؤثر على السلوك والإيمان ؟

. - أي العبارات الآتية توضح الثبات على المبدأ المنتظم كمعيار لاختبار الحق ؟ ارسم دائرة حول الحرف الذي تختاره -3

. أ - إنها تشمل معايير الاختبار الأخرى

. ب – إنها تبنى على تناقضات ظاهرية

. جـ - إنها تفحص العلاقات بين الحقائق

. د - إنها تظهر وجود تناقضات من عدمها

. هـ – إنها تظهر بإن الله ثابت بذاته

. د - إنها تختبر تابع الأفكار

فكرة للتأمل : نحن جميعا نرغب في الثبات على المبدأ – والتناسق في تفكيرنا وفى علاقاتنا – ما هي الجوانب التي تشعر بأنها تحتاج إلى اهتمام أكثر بالنسبة لك ؟

: - ضع علامة على تعريف عائق التفكير السليم بكتابة الرقم المناسب في المكان الخالي -4

. ..... ( أ ) الميول 1 - القبول غير المشكوك فيه للشهادة من مصدر محترم

. ..... (ب) الدعاية 2 - سوء استخدام الكلمات أو الأغلاط في عملية التفكير

. ..... (جـ) نظرية السلطان 3 - مشوبة بالعاطفة في الحكم دون اعتبار كامل للحقائق

. ..... ( د) المغالطات المنطقية 4 - اختيار مقصود للحقائق أو الأفكار لتقبل وجهة نظر خاصة

فكرة للتأمل : حيث إنه من المستحيل لأي شخص أن يكون موضوعياً تماماً ، وقد تلاحظ تحيز المؤلف هل استطعت أن تحدد تحيزك الشخصي ؟

- أي الأسباب " للشك المخلص " يمكن تقديمها بالعبارات الآتية ؟ -5

. اكتب رقم السبب الصحيح في الفراغ السابق للعبارة

. ...... أ - كل واحد يعرف بان الكتاب المقدس مملوء بالأخطاء

...... ب - أنا لا أرى أن الإيمان بالله صحيح

...... جـ - الكنائس المسيحية مملوءة بالمرائين

...... د - أن كنت مسيحيا مؤمنا فليس مسموحا لك أن تفكر .

...... هـ - عندي الكثير من اللهو أفضل من أن أكون مسيحيا

. .. و - المسيحية هي للعجزة الطاعنين في السن وللأطفال

...... ز - الصلاة هي عامل نفسي للتنفيس – والعلاج

. ...... ح - كان يسوع معلما عظيما : لكنني لا اعرف ماذا قال

. ......ط - لا يختلف المؤمنون المسيحيون عن غيرهم من الناس

. التقلب أو عدم الثبات (1)
نقص المعلومات (2)
المقاومة الأخلاقية (3)
. عدم الحساسية الروحية (4)

. فكرة للتأمل : أن كنت قد اعتنقت أيا من هذه الأفكار ، هل يمكنك الدفاع عنها بأمانة الآن ؟

مسابقة الدراسة

- اقرأ في العهد الجديد إنجيل يوحنا والإصحاح الثامن عشر ، ولاحظ على وجه الخصوص الأعداد من 28 – 4. أي معنى أو أهمية يمكن أن تعطى للعبارات الآتية -1

قال الرب يسوع : " كل من هو من الحق يسمع صوتي " عدد 37

... ....................................................

... ....................................................

سأل بيلاطس : ما هو الحق ؟ عدد 38 كيف يمكن أن تجيب على هذا السؤال ؟

... ....................................................

... ....................................................

. - دون الضعفات الواضحة للثمانية معايير الأولى ( والتي درست ) لاختبار الحق -2

الغريزة ..................................

العادة....................................

التقلـيد..................................

الاتفاق الجماعي في الرأى.....................

الشعور..................................

الإدراك الحسى..............................

التطابق................................

المذهب العملي أو التجريبى......................

... ما هي القوه الأولية في ثبات المبدأ المنتظم............. ....................................................

... ....................................................

. - اقرأ في العهد الجديد ومن إنجيل متى والإصحاح الخامس عشر والآيات التسع الأولى منه عن خطر التقليد المميت ، وأكتب في عبارات قليلة انطباعك الفوري لهذا الجزء الكتابي -3

... ....................................................

... ....................................................

بعد أن درست أسباب الشك ، ترى هل يمكنك أن تكتب عن أي من هذه الأسباب الأربعة يمكن أن يكون أكثر مناسبة لحالتك ؟ ولماذا؟ ب4

... ....................................................

... ....................................................

. - اكتب في إيجاز لماذا أنت مهتم أو ( غير مهتم ) في قبول التحدي الذي سبق وأن ناقشناه -5

... ....................................................

... ....................................................

! أرسل لنا إجاباتك وتعليقاتك ، وأيضاً أسئلتك ، وتأكد من أننا سنفرح لذلك

بروثاغوراس ( توفى حوالي 484 ق . م ) هو فيلسوف يوناني اشتهر بتوضيح مبادئ المجادلات و المساجلات . و عبارته المشهورة هي " الإنسان هو مقياس كل الأشياء و من عبارة كهذه جاءت تعليمه عن النسبية (1)
كامو ( 1913 - 1960 ) و سارتر ( 1905 ) وكلاهما فرنسيان وهما من اشهر فلاسفة الفلسفة الوجودية المعاصرة - (2)

. ولكتاباتهم تأثير كبير على التيار الفكري

أرسطو طاليس ( 383 – 332 ق0م ) هو فيلسوف يوناني تلميذ أفلاطون و كتب غالبا في كل جوانب العلوم المعروفة في عصره – وهو (3)

أحد اشهر فلاسفة كل العصور .