مدخل

caravan.gif (1087 bytes)

. ليست هذه الصفحات موجهة للمسلم - فقط - بل هي لكل أخوتنا في الإنسانية فقد راعينا في تحريرها التعريف ، المبسط للإسلام . فليس لنا أية غاية سوى إمداد كل من يرغب في المعرفة ، فلن نزاحم أحد في أراءه ،ولن نزايد على أحد .. فقط غايتنا المعرفة

: ولن يزعجنا أبداً نقد النقاد ، وملاحظات أحباؤنا ، بل سنكون لهم من الشاكرين ، على وعد بأن نأخذ باقتراحاتهم ، وملاحظاتهم ، ما دامت تخدم رؤية هذا الموقع .. فنحن نحاول أن نتبع خطى سيدنا ، الذي يشرق بشمسه على الأشرار ، والأبرار ، والذي ليس عنده " أعداء " . حيث أنه يحب العالم

" لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له حياة أبدية . لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم " ( يوحنا 3 " 16 - 17 )

! لماذا يجب أن ندرس ، أو نتعلم عن الإسلام ..؟

هل هذا السؤال من الأهمية بحيث يجب أن نفكر فيه قبل أن نبدأ هذه الدراسة ؟

! ربما يدور هذا التساؤل في ذهنك ..أليس كذلك ؟

ونحن نرى أن هذا السؤال من الأهمية ، حتى أننا نرى أنفسنا ملزمين بأن نبدأ به ..لماذا... ؟

. لأن دوافعنا تحدد مقدار نجاحنا ، وتكشف مدى صدق نوايانا ،وبخاصة أن هذا الموضوع يرتبط بشخص هام جداً، وهو "قريبنا " ( هذا بحسب المفرد الإنجيلي )

ولكن ما هو التعريف الإنجيلي لكلمة " قريبي " : من هو قريبي ؟ !… هذا السؤال ، أتى به ناموسي ( رجل دين يهودي) إلى المسيح ، وكان بسؤاله هذا يجربه ( لوقا 1. : 29 ) ، ولكن نفس هذا السؤال ، مازال يطرح نفسه ، وبقوة ، علينا ، وهو في حاجة لصياغة تعريف عصري ، موضوعي لـ " قريبي " . فمن هو إذن " قريبي " ؟

. - هو مسلم " الديانة "

. - يتحدث العربية ، بلهجة ليست بقريبة من العربية الفصحى

... - ثقافته غير واضحة المعالم - أي أن تكوينه الثقافي غير متكامل وغير مرتب - وأغلبها من التلقين السماعي سواء من الأسرة في بداية تكوينه أو في المدرسة حيث المنهج الذي يعتمد على التلقين ويحد من إمكانية الإبداع ، ثم المسجد ، وفيه يقدم وعظ نفسي مضطرب ومتفاوت ولا يتذكر" قريبنا " من المسجد سوى دموع القارئ أو سبابه لفلان أو ................

! ألا ترى معي بأن كل هذا ما هو إلا محصلة لتراث ضخم ، قد ورثه .. وهو في طريقه ليورثه أيضاً لأولاده كما ورثه هو ...؟

! وهو أيضاً يخاف الاكتشاف والإضافة ، فكل شئ كامل لأنه موروث من أجداده!

: وهذا كله يقودنا إلى سؤال هام ؛ متعدد الجوانب

! ما هو موقفك من أخوك ؟ ( إذا كنت مسيحي بالمولد ، وقد اختبرت محبة الله لك )

أو ، ما هو موقفك تجاه نفسك ( إذا كنت قد أخذت قراراَ بتبعية المسيح ) ؟

! أو ، كيف ترى نفسك ؟( إذا كنت مسلماً وقد قررت قراءة هذه الصفحات )؟

! في واقع الأمر ، هذا سؤال واحد ، ولكنه ، كما قلنا ، متعدد الاتجاهات : فللمسلم نقول ، لسنا بمحاولين هنا أن نهاجم الإسلام ، ولا أن نحاول تجريح مقدساتك العقائدية ، بل كل ما نحاوله هنا هو تقديم وجهة نظرنا للإسلام ، ونكرر ، وجهة نظرنا . وهي بالتالي ما تمكنك من أن تتفق معنا ، وأيضاً أن تختلف معنا . ولكن ما الهدف من عملنا هذا ؟

هدفنا هو مساعدتك في أن تعرف موقعك على خريطة العقيدة ، وبالتالي تقدير قيمة نفسك ، وقيمة قريبك ، وهو بالتالي ما يقود إلى مساعدتك في إدراك قصد الله لحياتك ؟

! وما نقدمه هنا يهدف إلى كشف وجهة نظرنا ، قاصدين إلى التعريف بالإسلام وبشكل منظم ، وهذا ، طبعاً مفيد

. ولمن اتخذ قراره باتباع المسيح ، فهو بالطبع لم يتخلص بعد من رواسب الماضي الإسلامي ، ولسبب عدم معرفته ، وبشكل منظم للإسلام كدين وعقيدة ، أدى ذلك إلى تكوين رد فعل عنيف تجاه المسلمين ( كأشخاص ، وكعقيدة ) ويتضح ذلك كله من إفرازاتهم العدوانية ( وهو ما نراه في كل وسائل الإعلام الممكنة لديهم ) وهذا بالتالي يقودهم إلى الخروج ، وعن غير إدراك ، عن دعوة ، وجوهر العقيدة ( الجديدة ) المسيحية ،والتي هي " المحبة " والسلوك في حياة المحبة . لذا يلزمنا هنا العودة إلى التعريف بالمفهوم الإنجيلي لمفرد " قريبي "

. إذاً ، فالأمر الإنجيلي يحتم علينا محبة عملية لأخونا و " قريبنا " ؟!!وهذا ما تعلنه لنا كلمة الله بإسهاب عظيم ، وإن كنا هنا نحاول أن نقدم هذا على سبيل التقديم لموضوعنا عن الإسلام

: ففي إنجيل متى 28: 19 نلاحظ ثلاثة أوامر محددة من الرب لنا، فهل لنا أن نتفحصها معاً

.. الأمر الأول هو " أذهبوا "

. وهذا يعنى : الحركة من مكاني إلى مكان أخي حاملاً في أحشائي المحبة ، والتي قدم نموذجها السيد المسيح في ( لوقـــا 27:1. )" تحب قريبك مثل نفسك " ( راجع أيضاً لآويين 18:19 ).. وقلب هذه الوصية هو " تحب"والحب يعنى حوار بين أثنين ، والحوار يلزمه لغة مشتركة يفهمها الاثنين معاً .وتسعى دائما إلى تجنب المجادلات العقيمة ، حيث المجادلة ، والمناظرة ، تتضمن محاولة تغليب رأيي على الرأي الآخر . وهي ليست بغريبة عن مفهوم " الحرب ". بينما الحوار يسعى جاهداً إلى اكتشاف لغة الآخر

! * ترى ما هي اللغة التي تملكها في حوارك مع قريبك ؟

! أهي الدفاع عن معتقدك .. ؟

! أم هجومك عن معتقده .. ؟

. أيضاً – هذا الفعل " أذهبوا "- يعنى، المعرفة أو التعرف على قريبنا ؛ أين يقف الآن ، وهذا يلزمه الكثير من المعرفة بتراثه

: والسيد المسيح مثالنا الأعظم وإليك بعض الأمثلة

. ( لوقــا2: 46 – 47 )

. لاحظ هنا المسيح في الهيكل " يسمع ويسأل " ، ألا تلاحظ أنه لا يعلم

بولس الرسول ( أعمال 17 : 22- 34 )

لاحظ أساس حوار بولس مادة مشتركة " أجتاز وأنظر.. وجدت " ( ع 23 ) أي أنه ، وهو في حالة الحركة يحاول أن يتعرف ، ويتفهم لمضامين إيمانهم " فالذي تتقونه وأنتم تجهلونه .." ونفس هذا الموقف نراه متكررا في

1 كورنثوس 9: 16 - 22 ) . فنجد بولس وقد " .. استعبدت نفسي للجميع .. . فصرت لليهود كيهودي وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس … وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس …صرت للكل كل شئ " فهنا بولس لا يتلون ، ولكنه يبحث عن لغة مشتركة بينه وبين " قريبه " فيلتحم به ، متحركاً دائما إلى قريبه " اذهبوا " ، حركة تلتهم كل مسافة بينه وبين قريبة ، وهو يفعل هذا لأنه يعرف تراثهم ، لذا ، حتى أيامه الأخيرة نجده حريصاً على المعرفة ( 2 تيموثاوس 4: 13 )

السيد المسيح ( يوحنا 4: 5، 6)

. على تراث السامرية التقى بها ، فالضيعة تحمل تاريخ هام ومحفور في وجدانها وكذا البئر التي التقى بها عندها

! ( أقرأ يو حنا 4: 5 - 26 )لاحظ أن البئر التي حفرها يعقوب هي اللغة المشتركة بين يسوع والسامرية .ترى لو أن يسوع كان جاهلاً بقواعد إيمان السامرية ، هل كان من الممكن أن يكون هناك حوار ؟

.. والأمر الثاني : تلمذوا

: وهذا الأمر يقودنا إلى عمق العلاقة مع " قريبنا " وكذا السماح له بالدخول إلى أعماقي ، وحتى ما يكون فهمنا أدق تعالى لنتعرف على الكلمة

" فبشرا في تلك المدينة وتلمذا كثيرين " .... ( أعمال 14: 21 )

. إن الكلمة اليونانية المترجمة " يتلمذ " هي ( ماثيتو matheteon )وتعنى أن ُتكون أو تصنع ، فالمأمورية العظمى هي أن تتلمذ "جميع الأمم !!"

! من هو " التلميذ " ؟

. تخبرنا دائرة المعارف الكتابية ( العربية ) :" هو من يتبع معلماً معيناً ..باختياره ( راجع متــى 24:1. ، لوقا 4.:6 ، يوحنا 13: 16 ، 15 : 2. ..) وهى لا تعنى قبول التعليم فحسب ، بل والسير بمقتضاه في الحياة "

! ما هي عملية التلمذة ؟

. - هي التدريب الذي ينشئ ضبط للنفس ، والخلق

. - وهي الخضوع للضبط

. - وهي السلوك بترتيب

- وهي المعالجة التي تصوب أو تعاقب .

وعملية التلمذة بهذا الشكل لا تتحقق في حالة وجود مسافة تفصلني عن قريبي ، وبدون لغة مشتركة ، ليس من قبيل تنفيذ الأمر ، بل إدراك عميق بحب الله ، والذي أعلنه السيد المسيح ، لقريبي " لأنه هكذا أخب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له الأبدية . لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم بل ليخلص به العالم .." ( يوحنا 3 : 16 – 17 )

.. أفكار للمناقشة

. *راجع التعريف السابق " للتلميذ " وأعد صياغته بأسلوبك أنت

: * أقرأ ( أمثال 1: 2. -22 ، 8: 4 - 6 ) ثم بين

ما هو الأساس الذي تبنى عليه التلمذة ؟

ما هي الغاية المنشودة ، والتي ينبغي أن يصل إليها التلميذ ( أفسس 12:4 ) ؟

- قديماً كان التلميذ هو المسيحي ، وحديثاً يصبح الإنسان مسيحياً ثم بضحى تلميذاً ناقش الفروق ، وبين أيهما أولى

بالإتباع في ضوء (أعمال 26:11 ) ؟

.. الأمر الثالث : عمدوا

: قبل أن يأمر المسيح بفريضة المعمودية المسيحية ، كانت المعمودية عند اليهود تمارس في أكثر من مظهر أو معنى ، إذ كانت تشير في المعنى الواسع إلى التطهيرات المختلفة عندهم ، إذ قيل

. " وأشياء أخرى تسلموها للتمسك بها من غسل كؤوس وأباريق وآنية نحاس وأسرة "( مرقس 4:7 ). ولفظ "غسل " المذكور هاهنا هو ذات اللفظ المستعمل لكلمة "عماد " . وقيل أيضاً : "وهى قائمة بأطعمة وأشربة وغسلات مختلفة " ( عبرانيين 1.:9) والكلمة " غسلات " هي ذات الكلمة المستعملة " للعماد" ومن ثم فالعبارة عند اليهود كانت تشير أساساً إلى التطهير

: هذا عن مفهوم المعمودية عند اليهود إلا أنها في المسيحية تشير إلى

.. + أولاً : قبول الإيمان

إذ أن من يعتمد " باسم الآب والابن والروح القدس " يعترف جهاراً وعلناً بهذا الإيمان أمام الجميع بالانتساب إلى هذا الاسم المبارك والولاء الكامل المطلق ، غير المشروط البتة له .والاعتراف لا يعني أن أجرح حرية غيري ، بسبب حماسي الزائد ، إذ لا بد أن يتوافق هذا الأمر مع " الخضوع لكل ترتيب بشري من أجل الرب " ( 1 بطرس 2 : 13 ) ، إذ أن حريتي تبدأ دائماً عند حدود حرية الآخرين .وهو ما يفسر ، لي وللآخرين أيضاً ، معنى قبول الإيمان.

+ ثانياً : ختان الحياة والانعزال عن العالم :

. كان الختان في العهد القديم يشير إلى الانفصال عن العالم ، ودحرجة العار والشر ، إلا أن المعمودية صارت تشير في المسيحية إلى الدفن مع المسيح في القبر بعد الصليب ؛ والقيامة بحياة جديدة مباركة ، معزولة عن الحياة الأولى . وهو أيضاً علامة " عهد " مع الرب . ونجد في العهد القديم بأن كل من اختتن في الجسد صار ابناً لإبراهيم ، وفي العهد الجديد بالمعمودية نصير أبناء لله في المسيح

. + ثالـثاً : مسئولية حتمية : وآخر ما تشير إليه المعمودية في معناها المسيحي هو مسئولية المعتمد تجاه من له ( سواء كانوا أخوته ، أو أولاده ، … ).أي وبإيجاز شديد إلى الكنيسة

!. وهذا كله ينُتقل إلى المعتمد بالتلمذة ، وهو ما تكلمنا عنه سابقاً .ولكن المعمودية تعنى لي ( كمتلمذ )أنني مسئول عنه .

! والآن .. ماذا عنا نحن ، وما هو موقفنا..؟ هل نتهرب من مسئوليتنا في الذهاب إلى ( قريبنا ) متكاسلين بسبب صعوبة الطريق والتكلفة التي لا نريد دفعها

. فالفريسيين أخذوا وصية العهد القديم " أحب قريبك " وحوروها لتعنى أن نحب أفراد جماعتنا ، وأن نكره أعداءنا

! والمسيح هنا ( ومن خلال نصوص العهد الجديد ) يعلمنا بأنه لا يجب أن تقتصر المحبة على نطاق الجماعة !!

إذا كنا صادقين مع أنفسنا ...

ما هو شعورنا تجاه جارنا المسلم ؟

! أهو خوف ؟ .. أم احتقار !

هل نحن مصادقون له أم فاترون معه؟

………………………………………………………………….…………………………

… …………………………………………………………………………………………

* ما هي أهم الأسباب التي تجعل من الصعب علينا أن نتعامل مع قريبنا المسلم ؟

هل هو روح التحيز ، فينا أم فيهم ؟

………………………………………………………………….…………………………

… …………………………………………………………………………………………

* أقرأ ( 1 تيموثاوس 2: 1- 6 )

. لا حظ العلاقة بين هذا النص والصلاة من أجل العالم الإسلامي ، فالمسلم يعتقد بوجود الله الواحد ، لكن الإنجيل يقول بأنه يوجد الوسيط الواحد بين الله والناس ؛ وهو يسوع المسيح

ما هو الترابط بين الصلاة لأجل الملوك ، ولأجل السلام ( ع 2 ) ورغبة الله لجميع الناس بأن يخلصوا وإلى معرفة الحق يقبلوا ( ع 4 ) ؟

………………………………………………………………….…………………………

… …………………………………………………………………………………………

* أقرأ ( رومية 1. : 1- 2 )

كما صلى بولس لأخوته ، هل نستطيع أن نصلى هكذا لأقربائنا ، وخاصة المسلمين ؟

………………………………………………………………….…………………………

… …………………………………………………………………………………………

. * أقرأ ( غلاطية 1: 21- 24 )

هل تعتقد حقاً بأن المسلمين يمكنهم تغيير فهمهم عن المسيح ، ويؤمنون به ؟

………………………………………………………………….…………………………

… …………………………………………………………………………………………

إذا كان شاول وقد امتلأ بالبغض والتحيز قد تغير ، هل يصعب عليك بعد أن تؤمن بتغيير المسلم ؟